~~~صباح الخير~~~
ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺪﻯ ﺷﻌﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﺪﻯ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻛﻞ
ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ
ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ،
ﻓﻤﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻀﻎ ﺩﻭﻥ
ﺻﻮﺕ ....
ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻜﻴﻤﻮ
ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﻀﻎ
ﺻﻮﺕ،
ﻭﻳﺘﻠﻤﻆ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺬﻭﻗﻪ ﻭﺍﺳﺘﺴﺎﻏﺔ ﻃﻌﻤﻪ !!!
ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻧﺸﻜﺮ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ
ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ
)) ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ((
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ
) ﺃﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﺻﻠﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ..(
ﻭﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ
ﻃﻴﺒﺎً
ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ " ﺷﻜﺮﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺰﻳﻤﺔ
ﺣﻠﻮﺓ ..."
ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ ﺍﻟﻀﻴﻒ
ﺑﻜﻞ ﺑﺸﺎﺷﺔ، ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻔﻀﻞ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ " ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ " ،
ﺃﻭ " ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ..."
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﻨﻴﺎ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻳﻄﻠﻖ
ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻭﻫﺎﺕ ﻭﻳﻤﺮﻏﻮﻥ
ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺍﻟﻀﻴﻒ ...
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻴﺒﺖ .." ﻓﻲ " ﺁﺳﻴﺎ
ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ "
ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻣﺪ
ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻀﻴﻒ،
ﻭﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﻢ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ،
ﻭﺇﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ...
ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺄﻛﻞ
ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻀﻴﻔﻮﻥ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ،ﺇﺫ ﺇﻥ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ...
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺋﻢ، ﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻒ
ﻭﻣﺆﺍﻧﺴﺘﻪ،
ﻭﻓﻴﻪ ﺻﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﺇﺫ ﺗﻘﻞ ﻛﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻭﺣﺎﻟﻴﺎ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺮﺻﺔ
ﻟﻠﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ....
ﻭﻣﻦ ﺍﺩﺍﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻳﺴﺘﺤﺐُّ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﺃﻻ
ﻳﻄﻴﻞ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﺑﻞ
ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﺭﺏَّ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ ، ﻟﻘﻮﻟـﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ )) : ﻓﺈﺫﺍ ﻃَﻌِﻤْﺘُﻢْ ﻓﺎﻧْﺘَﺸِﺮﻭﺍ ((
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﻭﻳﺴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻳﺪﻋﻮ ، ﻭﻳﻐﺴﻞ ﻳـﺪﻩ،ﻭﻳﺘﻤﻀﻤﺾ ...
ﻭﻻ ﻳُـﺬَﻡُّ ﺍﻟﻄﻌـﺎﻡُ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻪ
ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺣﻼﻻً ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪَّﻡ :
) ﻣﺎ ﻋﺎﺏَ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ ، ﺇﻥ ﺍﺷﺘﻬﺎﻩ ﺃﻛﻠﻪ ، ﻭﺇﻻ
ﺗﺮﻛﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ (